وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (٢٨) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩)
قوله تعالى: ﴿ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون﴾ أي: فتناهم بما فتحنا عليهم وأتحنا لهم من أسباب الرزق وامتداد العمر حتى بطروا نعمتي، وعبدوا غيري.
وقيل: المعنى: فتنَّاهم بإرسال موسى عليه السلام إليهم.
﴿وجاءهم رسول كريم﴾ شريف وسيط النسب، أو كريم على ربه.
﴿أن أدوا إليّ عباد الله﴾ "أنْ" هي المفسرة، أو الخفيفة من الثقيلة، و"عباد الله" مفعول به، أو منادى (١).
فالأول على معنى: أرسلوا معي بني إسرائيل وسلمهم إليّ. والثاني على معنى: أدوا إليّ عباد الله ما هو واجب عليكم من التمسك بما جئتُ من التوحيد، والتنسك بما أمرتم به على لساني من الحكم والأحكام.
والمعنى الأول قول ابن عباس ومجاهد وأكثر المفسرين (٢). والثاني ذكره الزجاج وغيره (٣).
قال الماوردي (٤) : وهو قول محتمل.
قوله تعالى: ﴿وأن لا تعلوا على الله﴾ "أنْ" هذه كالتي قبلها.
(٢)... أخرحه مجاهد (ص: ٥٨٨)، والطبري (٢٥/١١٨). وذكره السيوطي في الدر (٧/٤٠٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة.
(٣)... معاني الزجاج (٤/٤٢٥).
(٤)... تفسير الماوردي (٥/٢٤٩).
(١/١٦٧)