الشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ... تبكي عليكَ نجومُ الليلِ والقَمَرا
حُمِّلْتَ أمراً عظيماً فاصْطَبَرْتَ له... وسِرْتَ فيه بحُكْم الله يا عُمَرا (١)
وقالت الخارجية:
أيَا شَجَرَ الخابُور ما لكَ مُورقاً... كأنَّكَ لم تَجْزَع على ابن طريف (٢)
وقال ابن مُفَرِّغ الحميري في غلامه برد حين باعه:
وشريْتُ بُرْداً ليتني... من بعدِ بُرْدٍ كنتُ هامَه
الريحُ تبكي شَجْوَه... والبرقُ يلمعُ في غمامه (٣)
قال بعض أهل المعاني (٤) : وذلك منهم على سبيل التمثيل والتخييل مبالغة في وجوب الجزع والبكاء، وتنبيهاً على تعظيم مهلك الرجل الخطير، وعلى هذا المعنى

(١)... البيتان لجرير، انظر: ديوانه (ص: ٣٧٢) وفيه: فالشمس كاسفة ليست بطالعة، وانظر البيت الأول في: اللسان (مادة: شمس، كسف، بكا)، وأمالي المرتضى (١/٥٢)، والقرطبي (١٦/١٤٠)، وزاد المسير (٧/٣٤٦)، والبحر (٨/٣٧)، والدر المصون (٦/١١٦)، وروح المعاني (٢٥/١٢٤)، والماوردي (٥/٢٥٣). وانظر البيت الثاني في: الجمل للفراهيدي (ص: ١١١)، ومغني اللبيب (ص: ٤٨٦).
(٢)... البيت لليلى بنت طريف الخارجية، وهو في: الأغاني (١٢/١١٣، ١١٤، ١١٦)، والقرطبي (١٦/١٤٠)، وروح المعاني (٢١/٨٠) ونسبه للخنساء، واللسان (مادة: خبر).
(٣)... البيتان ليزيد بن مفرغ الحميري، انظر: ديوانه (ص: ٢١٣)، والأغاني (١٨/٢٦٩). وانظر البيت الأول في: اللسان (مادة: برد، شري)، والقرطبي (٣/٢١، ٩/١٥٥)، والطبري (١/٤١٥، ١٢/١٧٠)، وزاد المسير (٢/١٣١)، وروح المعاني (١٢/٢٠٤). وانظر البيت الثاني في: البحر (٨/٣٧)، وزاد المسير (٧/٣٤٦).
(٤)... هو قول الزمخشري في: الكشاف (٤/٢٨٠).
(١/١٧٢)


الصفحة التالية
Icon