والمعنى: في مقام أمنوا فيه من جميع المخاوف.
وقد ذكرنا "الجنات" في أوائل سورة البقرة (١)، و"السندس والإستبرق" في الكهف (٢)،
و"متقابلين" في سورة الحجر (٣).
قوله تعالى: ﴿كذلك﴾ أي: الأمر كذلك. ويجوز أن يكون في محل النصب، على معنى: آتيناهم مثل ذلك، ﴿وزوجناهم بحور عين﴾.
قال المفسرون: المعنى: قَرَنَّاهم بهنّ وليس من عقد التزويج.
قال يونس: العرب لا يقولون: تزوج بها، إنما يقولون: تزوجها (٤).
قال أبو علي الفارسي (٥) : والتنزيل على ما قال يونس (٦).
وقال ابن قتيبة (٧) : يقال: زوجته امرأة، وزوجته بامرأة.
وأما الحور؛ فقال مجاهد: النساء النقيات البياض (٨).

(١)... عند الآية رقم: ٢٥.
(٢)... عند الآية رقم: ٣١.
(٣)... عند الآية رقم: ٤٧.
(٤)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٣٥١).
(٥)... لم أقف عليه في المطبوع من الحجة.
(٦)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٣٥١).
(٧)... انظر قول ابن قتيبة في: زاد المسير (٧/٣٥١).
(٨)... انظر: الطبري (٢٥/١٣٦).
... وفي تفسير مجاهد (ص: ٥٩٠) قوله: ﴿وزوجناهم بحور عين﴾ يقول: أنكحناهم حوراً عيناً. والحور: اللاتي يحار فيهن الطرف؛ باد مخ سوقهن من وراء ثيابهن، فينظر الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.
... ورد الطبري على مجاهد معنى الحور هذا وقال: وهذا الذي قاله مجاهد من أن الحور إنما معناها أنه يحار فيها الطرف قول لا معنى له في كلام العرب؛ لأن الحور إنما هو جمع حوراء كالحمر جمع حمراء، والسود جمع سوداء. والحوراء إنما هي فعلاء من الحور وهو نقاء البياض كما قيل وبالمنفعة البياض من الطعام الحواري (الطبري ٢٥/١٣٦).
(١/١٨١)


الصفحة التالية
Icon