هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٢) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤)
قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب﴾ يريد: التوراة ﴿والحكم﴾ يعني: الحكمة والفقه.
وقيل: فصل الخصومات.
﴿والنبوة﴾ وما في الآية سبق تفسيره في مواضع.
﴿وآتيناهم بينات من الأمر﴾ أعطيناهم برهاناً يصدعون به بين الحق والباطل، ويفرقون به بين الحلال والحرام.
وقيل: آتيناهم العلم بمبعث محمد - ﷺ - ونعته وصفته.
وما بعده سبق تفسيره فيما مضى إلى قوله تعالى: ﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر﴾ أي: صيّرناك على طريقة واضحة من أمر الدين.
وما بعده ظاهر ومُفسّر إلى قوله تعالى: ﴿أم حسب﴾ الهمزة لإنكار الحسبان ﴿الذين اجترحوا﴾ اكتسبوا ﴿السيئات﴾.
(١/١٩٣)