هذا يا جابر؟ قلت: اشتهى أهلي لحماً، فاشتريت لحماً بدرهم، فقال: أو كلما اشتهى أحدكم شيئاً جعله في بطنه، أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية: ﴿أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا﴾ (١).
وقال ثوبان: كان رسول الله - ﷺ - إذا سافر كان آخر عهده بإنسان [من] (٢) أهله [فاطمة] (٣)، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام، فلما قدم من غزوة أتاها، فإذا بمِسْحٍ على بابها، ورأى على الحسن والحسين عليهما السلام قلبين من فضة، فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت ذلك فاطمة عليها السلام ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين وقطعتهما، فبكى الصبيان فقسمته بينهما نصفين، فانطلقا إلى رسول الله - ﷺ - وهما يبكيان، فأخذه رسول الله - ﷺ - فقال: يا ثوبان اذهب بذا إلى بني فلان -أهل بيت بالمدينة-، [واشتر] (٤) لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي لا أحب أن يأكلوا طيباتهم في الحياة الدنيا (٥).
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ

(١)... أخرجه أحمد في الزهد (ص: ١٥٣)، وابن أبي شيبة (٥/١٤٠ ح٢٤٥٢٤). وذكره السيوطي في الدر (٧/٤٤٦) وعزاه لأحمد في الزهد عن الأعمش قال: مر جابر... فذكر نحوه.
(٢)... في الأصل: عن. والتصويب من مصادر التخريج.
(٣)... زيادة من مصادر التخريج.
(٤)... في الأصل: فاشتر. والتصويب من مصادر التخريج.
(٥)... أخرجه أبو داود (٤/٨٧ ح٤٢١٣)، وأحمد (٥/٢٧٥ ح٢٢٤١٧). وذكره السيوطي في الدر (٧/٤٤٨) وعزاه لأحمد والبيهقي في شعب الإيمان.
(١/٢٢٥)


الصفحة التالية
Icon