وقال آخر:
وحديثٌ ألذه هو [مما] (١)... تشتهيه النفوس [يُوزن] (٢) وزنا
منطِقٌ [صائب] (٣) وتلحن أحيا... ناً وخير الحديث ما كان لحنا (٤)
[أي] (٥) : تارة تأتي بالكلام على وجهه صائباً مسدوداً، وأخرى تحرّف فيه وتلحن، أي: تعدل على الجهة الواضحة متعمدة لذلك تلعباً بالقول، ومنه الحديث: ((لعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته)) (٦)، أي: أنهض بها وأحسن تصرفاً فيها.
وبهذا التقدير يجوز أن يكون المراد: ولتعرفنهم في لحن القول الصادر ما ينبهه على أنه يوحى إليه في فحوى الكلام ما يستدل به عليهم.
والأول هو المعروف في التفسير.
قال الزجاج (١) : دلّ بهذا -والله أعلم- أن قول القائل وفعله قد يدل على نيته.

(١)... في الأصل: ما. والتصويب من مصادر تخريج البيت.
(٢)... في الأصل: وزنا فوس. والتصويب من مصادر تخريج البيت.
(٣)... في الأصل: صالب. والتصويب من مصادر تخريج البيت.
(٤)... البيتان لمالك بن أسماء بن خارجة الفزاري، انظر: اللسان (مادة: لحن)، والقرطبي (١٦/٢٥٣)، وزاد المسير (٧/٤١١)، والبحر (٨/٧٣)، والدر المصون (٦/١٥٧)، وروح المعاني (٢٦/٧٧).
(٥)... في الأصل: وأي.
(٦)... أخرجه البخاري (٦/٢٥٥٥ ح٦٥٦٦)، ومسلم (٣/١٣٣٧ ح١٧١٣).
(١/٢٧٦)


الصفحة التالية
Icon