﴿يستبدل قوماً غيركم﴾ على خلاف ما أنتم عليه راغبين في الإيمان والعمل الصالح.
قال مجاهد: يستبدل من سائر الناس قوماً غيركم (٢).
قيل: هم الأنصار. وقيل: الفرس.
قال أبو هريرة: ((لما نزلت: ﴿وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم﴾ كان سلمان إلى جنب رسول الله - ﷺ - فقالوا: يا رسول الله! من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب رسول الله - ﷺ - فخذ سلمان وقال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً (٣) بالثريا لتناوله رجال من فارس)) (٤).
وقيل: هم الملائكة.
قال الزجاج (٥) : هو في اللغة -على ما أتَوَهَّمُ- فيه بُعْدٌ؛ لأنه لا يقال للملائكة قوم، إنما يقال قوم للآدميين.
وقيل: إن تولى أهل مكة استبدل الله بهم أهل المدينة.
والمعنى -والله أعلم-: وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم أطوع له منكم، كما قال تعالى: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ﴾ [التحريم: ٥]
(٢)... أخرج مجاهد في تفسيره (ص: ٦٠٠) قال: يستبدل من يشاء بمن يشاء، والطبري (٢٦/٦٧) ولفظه: يستبدل قوماً غيركم من شاء.
(٣)... منوطاً: أي: معلقاً، يقال: نُطْتُ هذا الأمر به أنُوطُهُ وقد نِيطَ به فهو مَنُوط (اللسان، مادة: نوط).
(٤)... أخرجه الترمذي (٥/٣٨٤ ح٣٢٦١). وأصله عند مسلم (٤/١٩٧٢ ح٢٥٤٦) ولفظه: لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس، أو قال: من أبناء فارس حتى يتناوله.
(٥)... معاني الزجاج (٥/١٧).
(١/٢٨٥)