حتى تورّمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟)) (١).
وبهذا الإسناد قال البخاري: حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن يحيى، حدثنا حيوة، عن أبي الأسود (٢)، سمع عروة، عن عائشة: ((أن رسول الله - ﷺ - كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً. فلما كثر لحمه صلى جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع)) (٣). هذا حديث متفق على صحته. أخرجه الإمام أحمد ومسلم عن هارون بن معروف (٤)، عن [أبي] (٥) صخر (٦)، عن (٧) ابن قسيط (٨)، عن عروة.

(١)... أخرجه البخاري (٤/١٨٣٠ ح٤٥٥٦)، ومسلم (٤/٢١٧١ ح٢٨١٩).
(٢)... محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزي الأسدي، أبو الأسود المدني، يتيم عروة؛ لأن أباه كان أوصى به إليه، وكان جده الأسود من مهاجرة الحبشة، كان ثقة كثير الحديث، قدم مصر سنة ست وثلاثين ومائة، ومات سنة بضع وثلاثين ومائتين (تهذيب التهذيب ٩/٢٧٣، والتقريب ص: ٤٩٣).
(٣)... أخرجه البخاري (٤/١٨٣٠ ح٤٥٥٧)، ومسلم (٤/٢١٧٢ ح٢٨٢٠).
(٤)... هارون بن معروف المروزي، أبو علي الخزاز الضرير، نزيل بغداد، ثقة ثبت، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين (تهذيب التهذيب ١١/١٢، والتقريب ص: ٥٦٩).
(٥)... زيادة على الأصل. انظر: ترجمته في التعليق التالي.
(٦)... حميد بن زياد، وهو بن أبي المخارق المدني، أبو صخر الخراط، صاحب العباء، صدوق يهم، سكن مصر، ومات سنة تسع وثمانين ومائة (تهذيب التهذيب ٣/٣٦، والتقريب ص: ١٨١).
(٧)... في الأصل زيادة قوله: أبي. وهو خطأ. انظر: صحيح مسلم (٤/٢١٧٢).
(٨)... يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثي، أبو عبد الله المدني الأعرج، كان فقيهاً ثقة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة (تهذيب التهذيب ١١/٢٩٩، والتقريب ص: ٦٠٢).
(١/٢٩٢)


الصفحة التالية
Icon