وقيل: فتح مكة (١).
والصحيح: الأول. فإن فتح خيبر كان عقيب انصرافهم من الحديبية، وكانت خيبر ذات عقار وأموال، فاقتسموها واتسعوا بها، فذلك قوله تعالى: ﴿ومغانم كثيرة تأخذونها﴾.
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (٢١) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)
قوله تعالى: ﴿وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها﴾ وهو ما سيفتح عليهم إلى يوم [القيامة] (٢).
﴿فَعَجَّل لكم هذه﴾ الإشارة إلى خيبر، في قول الأكثرين.
وقال ابن عباس في رواية عنه: هو صلح الحديبية (٣).
﴿وكفّ أيدي الناس عنكم﴾ قال قتادة: هم اليهود، كانوا هموا أن يغتالوا عيال
(٢)... زيادة على الأصل. وانظر: زاد المسير (٧/٤٣٥).
(٣)... أخرجه الطبري (٢٦/٨٩). وذكره الماوردي (٥/٣١٧)، وابن الجوزي في زاد المسير (٧/٤٣٥).
(١/٣٠٨)