كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٢٦)
قوله تعالى: ﴿هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام﴾ يريد: أهل مكة، وما صنعوا عام الحديبية من صدّ المسلمين، وصدّ الهدي المقلد، وهو قوله تعالى: ﴿والهدي﴾ أي: وصدّوا الهدي.
ويجوز أن يكون مفعولاً معه (١)، أي: صدّوكم مع الهدي.
﴿معكوفاً﴾ نصب على الحال (٢)، ومعناه: محبوساً عن ﴿أن يبلغ محله﴾ وهو الموضع الذي يحل نحره به بطريق الأصالة. يريد: منى.
قوله تعالى: ﴿ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات﴾ وهم المستضعفون بمكة ﴿لم تعلموهمْ﴾ أي: لم تعرفوهم وقت الْتحام الحرب وتلبس بعضكم ببعض ﴿أن تطؤوهم﴾ بدل اشتمال من "رجال" (٣).
ومعنى: "أن تطؤوهم": تدوسهم، وهو مجاز عن إهلاكهم، كما قيل:
وَوَطِئْتَنا وَطْأً على حَنَقٍ.............................. (٤)

(١)... انظر: الدر المصون (٦/١٦٣).
(٢)... انظر: التبيان (٢/٢٣٨)، والدر المصون (٦/١٦٣).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... صدر بيت للحارث بن وعلة الذهلي، وعجزه: (وَطْءَ المُقَيَّدِ نَابتَ الهَرَم). انظر: شرح المفضليات (ص: ٥٤٩)، واللسان (مادة: وطأ، هرم)، وديوان الحماسة (١/٧١-٧٣)، والبحر (٨/٩٨)، والدر المصون (٦/١٦٤)، وروح المعاني (٢٦/١١٣).
(١/٣١٢)


الصفحة التالية
Icon