قوله تعالى: ﴿ذلك مثلهم في التوراة﴾ أي: صفة محمد - ﷺ - وأصحابه هذه الصفة في التوراة. وهاهنا تم الكلام.
ثم أخبر عن صفتهم في الإنجيل فقال: ﴿كزرع﴾ وهذا قول الضحاك وابن زيد (١).
وقال مجاهد وغيره: مثلهم في التوراة والإنجيل واحد (٢).
ثم ذكر مثلهما في الكتابين فقال: ﴿كزرع أخرج شَطْأَهُ﴾ وقرأ ابن كثير وابن عامر: "شَطَأَهُ" بفتح الطاء (٣).
قال أبو علي (٤) : هما لغتان، [كالشَّمْع والشَّمَع] (٥)، والنَّهْر والنَّهَر.
وقرأ أبي بن كعب وابن أبي عبلة: "شطَاءَه" بفتح الطاء وألف بعد الطاء مع المد والهمز (٦).
قال أبو عبيدة (٧) :"شَطْأَهُ" أي: فراخه، يقال: أشْطَأَ الزَّرْعُ فهو مُشْطِئٌ، أي: مُفَرِّخ (٨).

(١)... أخرجه الطبري (٢٦/١١٣). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٤٤٨).
(٢)... مثل السابق.
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٤١٠)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦٧٤)، والكشف (٢/٢٨٢)، والنشر (٢/٣٧٥)، والإتحاف (ص: ٣٩٦)، والسبعة (ص: ٦٠٤).
(٤)... الحجة للفارسي (٣/٤١٠).
(٥)... في الأصل: كالسمع والسمع. والمثبت من الحجة، الموضع السابق.
(٦)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٧/٤٤٨)، والدر المصون (٦/١٦٧).
(٧)... مجاز القرآن (٢/٢١٨).
(٨)... انظر: اللسان (مادة: شطأ).
(١/٣٢٣)


الصفحة التالية
Icon