الآية (١).
قرأ يعقوب: "لا تَقَدَّمُوا" بفتح التاء والدال، وهي قراءة ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبو رزين، وعائشة، وأبي عبد الرحمن السلمي، وعكرمة، والضحاك، وابن سيرين، وقتادة. وقرأ باقي القراء العشرة: "تُقدِّموا" بضم التاء وكسر الدال (٢).
قال الفراء (٣) : كلاهما صواب، يقال: قَدَمت وتقدَّمت.
وقال الزجاج (٤) : كلاهما واحد.
وقال ابن جني (٥) : المفعول على قراءة العامة محذوف.
والمعنى: لا تسبقوهما بالقول والفعل، ولا تقطعوا أمراً دونهما.
[وقيل] (٦) : لا تمشوا بين يدي رسول الله - ﷺ -.
قال الثعلبي (٧) : وكذلك بين يدي العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء.
ودليل هذا التأويل: ما روى عطاء عن أبي الدرداء قال: ((رآني النبي - ﷺ - أمشي أمام أبي بكر، فقال: تمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة، وما طلعت

(١)... أخرجه الطبري (٢٦/١١٧)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٣٠٢). وذكره السيوطي في الدر (٧/٥٤٦) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢)... انظر: النشر (٢/٣٧٥-٣٧٦)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٩٧).
(٣)... معاني الفراء (٣/٦٩).
(٤)... معاني الزجاج (٥/٣١).
(٥)... المحتسب (٢/٢٧٨).
(٦)... في الأصل: قيل. والمثبت من ب.
(٧)... تفسير الثعلبي (٩/٧١).
(١/٣٣٠)


الصفحة التالية
Icon