أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ... الآية} (١).
قوله تعالى: ﴿فتبينوا﴾ مذكور في سورة النساء (٢) وتفسيره واختلاف القراء فيه.
﴿أن تصيبوا﴾ مفعول له (٣)، أي: [كراهة] (٤) إصابتكم ﴿قوماً﴾.
وقوله: ﴿بجهالة﴾ حال (٥)، كقوله تعالى: ﴿ورد الله الذين كفروا بغيظهم﴾ [الأحزاب: ٢٥] يعني: جاهلين بحقيقة الأمر.
﴿فتصبحوا﴾ أي: فتصيروا ﴿على ما فعلتم﴾ من إصابتهم ﴿نادمين﴾.
ثم وعظهم وخوفهم فقال: ﴿واعلموا أن فيكم رسول الله﴾ معناه: اجتنبوا الكذب وغيره من أسباب الفسق، فإن رسول الله - ﷺ - بين أظهركم، أفتأمنون أن يفضحكم الله تعالى بإطلاعه عليكم.
ثم قال تعالى: ﴿لو يطيعكم في كثير من الأمر﴾ مما تخبرونه به من الباطل ﴿لعنتم﴾ لوقعتم في العنت. وهو الضَّرر. وقيل: الإثم والهلاك.
﴿ولكن الله حبب إليكم﴾ (٦) أيها المؤمنون المتحرزون من أسباب الفسق

(١)... أخرجه أحمد (٤/٢٧٩)، والطبري (٢٦/١٢٤)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٣٠٣). وذكره الماوردي (٥/٣٢٨-٣٢٩)، والسيوطي في الدر (٧/٥٥٥) وما بعدها من عدة طرق، فانظرها. وانظر: أسباب النزول للواحدي (ص: ٤٠٧).
(٢)... عند الآية رقم: ٩٤.
(٣)... انظر: الدر المصون (٦/١٦٩).
(٤)... في الأصل: كرهة. والتصويب من ب.
(٥)... انظر: البحر المحيط (٨/١٠٩).
(٦)... في الأصل زيادة قوله: "الإيمان". وستأتي بعد.
(١/٣٣٩)


الصفحة التالية
Icon