وهذا كله ينزع إلى قول مجاهد، ويشهد له بالصحة [والاعتبار] (١).
وقال الربيع بن أنس: المسجور: المختلط العذب بالملح (٢). ومنه: عين سَجْرَاء؛ إذا خالطت بياضها حُمرة (٣).
قال المفسرون: أقسم الله تعالى بهذه الأشياء للتنبيه على ما فيها من عظيم قدرته.
وجواب القسم: ﴿إن عذاب ربك لواقع﴾ أي: لكائن.
﴿ما له من دافع﴾ أخرج عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد -تصنيف أبيه- بإسناده، عن هشام بن حسان قال: انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن، فانتهينا إليه وعنده رجل يقرأ، فلما بلغ هذه الآية: ﴿إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع﴾ بكى الحسن وبكى أصحابه، وجعل مالك يضطرب حتى غُشي عليه (٤).
ثم بين زمان وقوعه فقال: ﴿يوم تمور السماء مَوْراً﴾ المَوْر: تحرّكٌ في تموّج.
قال ابن عباس: تدُور دَوْراً (٥).
(٢)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٤٨).
(٣)... انظر: اللسان (مادة: سجر).
(٤)... لم أقف عليه في المطبوع من الزهد. وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (ص: ٨٩ ح٩٢)، والثعلبي في تفسيره (٩/١٢٦).
(٥)... أخرجه الطبري (٢٧/٢١) عن مجاهد. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٤٨) عن ابن عباس، والسيوطي في الدر (٧/٦٣١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر عن مجاهد.
(١/٤٤١)