الإضافة (١)، على معنى: بحديث مثل محمد، أي: بحديث رجل من العرب مثل محمد، ﴿إن كانوا صادقين﴾ أنه تقوَّله.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣)
﴿أم خُلقوا﴾ قدّروا هذا التقدير العجيب الذي هم عليه، ﴿من غير شيء﴾ أي: من غير مُقَدَّرٍ [خَلَقَهم] (٢) وأوجدهم، ﴿أم هم الخالقون﴾ الذين خلقوا أنفسهم حتى استنكفوا عن توحيدي، وجعلوا الصنم نديدي.
وقيل: المعنى: أم خلقوا من غير أب وأم، فهم كالجماد لا يعقلون ولا يفهمون.
وقيل: "مِنْ" بمعنى اللام، تقديره: أم خلقوا لغير شيء، على معنى: أخُلقوا باطلاً لا يُحاسبون ولا يُكلفون، أم هم الخالقون فلا يؤمرون ولا ينهون.
والآية التي تليها ظاهرة.
﴿أم عندهم خزائن ربك﴾ قال ابن عباس: يريد: المطر والرزق (٣).

(١)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٨/٥٥)، والدر المصون (٦/٢٠١).
(٢)... في الأصل: لخلقهم. والمثبت من ب.
(٣)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٥٦).
(١/٤٥٤)


الصفحة التالية
Icon