وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (٤٩)
ثم ذكر عنادهم وقسوة قلوبهم فقال: ﴿وإن يروا كِسْفاً من السماء ساقطاً﴾ أي: وإن يروه (١) ساقطاً عليهم ﴿يقولوا﴾ لفرط عنادهم ﴿سحاب مركوم﴾ بعضه فوق بعض ممطرنا، ولم يصدقوا أنه كسف ساقط لعذابهم.
ثم هددهم فقال: ﴿فذرهم حتى يلاقوا﴾ وقرأ أبو جعفر وعبدالوارث: "يَلْقُوا" (٢)، ﴿يومهم الذي فيه يَصْعَقُون﴾.
وقرأ ابن عامر وعاصم: "يُصْعَقُون" بضم الياء (٣).
والمراد: يوم هلاكهم وموتهم.
وقيل: يوم القيامة، فيكون المراد بصعقهم: غشيتهم، كقوله: ﴿وخرَّ موسى صعقاً﴾ [الأعراف: ١٤٣].
(٢)... النشر (٢/٣٧٠)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٤٠١).
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٤٢٦)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦٨٤)، والكشف (٢/٢٩٢)، والنشر (٢/٣٧٩)، والإتحاف (ص: ٤٠١)، والسبعة (ص: ٦١٣).
(١/٤٥٧)