ويروى: أن ابن عباس كان يقرؤها كذلك (١).
وسئل حسين بن الفضل: لم قطع ﴿حم عسق﴾ ولم يقطع ﴿كهيعص﴾ و ﴿المص﴾، يعني في خط المصحف؟. فقال: لكونها بين سور أوائلها حم، فجرى مجرى نظائرها قبلها وبعدها.
ولأنهما عُدّا آيتين وعدت أخواتها التي كتبت موصولة آية (٢).
وقيل: لأن أهلَ التأويل لم يختلفوا في ﴿كهيعص﴾ وأخواتها أنها حروف التهجي لا غير، واختلفوا في ﴿حم﴾ فجعلها بعضهم فعلاً ماضياً على معنى "حُمَّ"، أي: قضي ما هو كائن إلى يوم القيامة (٣).
قوله تعالى: ﴿كذلك﴾ أي: مثلُ ذلك الوحي، أو مثل ذلك الكتاب ﴿يوحي إليك وإلى الذين من قبلك﴾ من الرسل.
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحيت إليه ﴿حم عسق﴾، فذلك قوله تعالى: ﴿كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك﴾ (٤).
قرأ ابن كثير: "يوحَى" بفتح الحاء على البناء للمفعول به.
فعلى هذا؛ يرتفع اسم "الله" بما دل عليه "يوحى"، كأنه قيل: مَنِ الموحي؟ فقال: الله تعالى.
(٢)... ذكره البغوي في تفسيره (٤/١١٩).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... مثل السابق.
(١/٤٩)