عليها، وسيصير أمر محمد - ﷺ - إلى غاية يتبين عندها أنه حق أو باطل، وستظهر لهم عاقبته.
وقيل: وكل أمر من أمر محمد - ﷺ -، وأمرهم يستقر على حالة خذلان ونصر وشقاء وسعادة.
قال قتادة: الخير يستقر بأهل الخير، والشر بأهل الشر (١).
وقرأتُ لأبي جعفر: "مستقرٍ" بالجر (٢)، عطفاً على "الساعة"، على معنى: اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر.
ويروى عن نافع فتح القاف (٣)، على معنى: ذو مستقر، أي: ذو موضع استقرار أو زمان استقرار.
﴿ولقد جاءهم﴾ أي: أتاهم من أنباء الأمم المكذبة الماضية وأخبار هلاكهم في القرآن ﴿ما فيه مزدجر﴾ ازدجار أو موضع ازدجار، فهو مصدر بمعنى: ما فيه نهي وعظة. والأصل فيه: مزتجر، ولكن التاء إذا وقعت بعد الزاي أبدلت دالاً، نحو: مَزْدَان.
﴿حكمة بالغة﴾ بدل من "ما"، أو خبر مبتدأ محذوف (٤)، تقديره: هو حكمة تامة قد بلغت الغاية، ﴿فما تُغْنِ النُّذر﴾ استفهام بمعنى الإنكار والتوبيخ، كقوله:

(١)... أخرجه الطبري (٢٧/٨٨). وذكره السيوطي في الدر (٧/٦٧٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.
(٢)... النشر (٢/٣٨٠)، وإتحاف فضلاء البشر (ص: ٤٠٤).
(٣)... انظر هذه القراءة في: البحر (٨/١٧٢)، والدر المصون (٦/٢٢١). قال أبو حاتم: لا وجه لفتح القاف.
(٤)... انظر: التبيان (٢/٢٤٩)، والدر المصون (٦/٢٢٢).
(١/٥١١)


الصفحة التالية
Icon