﴿وأقيموا الوزن﴾ وفي قراءة ابن مسعود: "وأقيموا اللسان".
﴿بالقسط﴾ أي: لسان الميزان.
والمعنى: قوّموه بالقسط، وهو العدل.
﴿ولا تخسروا الميزان﴾ أي: لا تنقصوه. فنهى سبحانه أولاً عن الطغيان، وهو مجاوزة الحد في الاعتداء، وأمر بالتسوية والعدل ثانياً، ثم نهى عن التطفيف والنقصان ثالثاً. وكرّر ذكر الميزان؛ مبالغة في الحث على الأخذ به والعدل فيه.
قرأ بلال بن أبي بردة: "ولا تَخْسَرُوا" بفتح التاء والسين، على معنى: لا تخسروا في الميزان، فلما سقط الحرف الجار تعدّى الفعل، فنصب (١). وروي عنه: "تَخْسِرُوا" بفتح التاء وكسر السين (٢).
قال الزجاج (٣) : روى أهل اللغة: أخْسَرْتُ الميزان، وخَسَرْتُ الميزان.
وقال ابن جني (٤) : هو ما يشترك فيه فَعَلْت وأفْعَلْت من المعنى

(١)... قال أبو حيان في البحر (٨/١٨٨) : ولا يحتاج إلى هذا التخريج؛ لأن خسر جاء متعدياً؛ كقوله تعالى: ﴿خسروا أنفسهم﴾ [الزمر: ١٥]، و ﴿خسر الدنيا والآخرة﴾ [الحج: ١٥].
(٢)... انظر القراءتين في: البحر المحيط (٨/١٨٨)، والدر المصون (٦/٢٣٧).
(٣)... معاني الزجاج (٥/٩٦).
(٤)... المحتسب (٢/٣٠٣).
(١/٥٤٨)


الصفحة التالية
Icon