﴿بينهما برزخ﴾ حاجز من قدرة الله ﴿لا يبغيان﴾ لا يختلطان فيبْغِي [أحدهما] (١) على الآخر.
وقد سبق هذا في سورة الفرقان (٢).
وقال ابن عباس ومجاهد والضحاك: هو بحر السماء وبحر الأرض، يلتقيان كل عام (٣).
وقال الحسن وقتادة: "مرج البحرين" يعني: بحر فارس والروم (٤)، "بينهما برزخ": وهو الجزائر (٥).
قوله تعالى: ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ قرأ نافع وأبو عمرو: "يُخْرَجُ" بضم الياء وفتح الراء، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم

(١)... في الأصل: إحداهما. والمثبت من ب.
(٢)... عند الآية رقم: ٥٣.
(٣)... أخرجه الطبري (٢٧/١٢٨) عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر (٧/٦٩٦) وعزاه لابن جرير. وهذا القول هو الذي رجّحه الطبري، وأيّده بسياق الآية فقال: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: عني به بحر السماء وبحر الأرض، وذلك أن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطر ماء السماء؛ فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء.
(٤)... أخرجه الطبري (٢٧/١٢٨). وذكره السيوطي في الدر (٧/٦٩٦) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن. ومن طريق آخر عن قتادة، وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
(٥)... أخرجه الطبري (٢٧/١٢٩). وذكره الماوردي (٥/٤٣٠)، وابن الجوزي في زاد المسير (٨/١١٢)، والسيوطي في الدر (٧/٦٩٦) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة، ولفظه: برزخ الجزيرة.
(١/٥٥٤)


الصفحة التالية
Icon