قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥)
قوله تعالى: ﴿انظرونا﴾ قرأ حمزة: بقطع الهمزة وفتحها وكسر الظاء. وقرأ الباقون: بوصل الهمزة وضم الظاء (١). والابتداء على هذه القراءة بضم الهمزة، وحمزة جعله من الإنظار، وهو التأخير والإمهال، كقوله: ﴿أنظرني إلى يوم يبعثون﴾ [الأعراف: ١٤].
وقال الفراء (٢) : تقول العرب: أنظِرْني بمعنى: انتظرني. قال عمرو بن كلثوم:
أبَا هندٍ فلا تَعْجَلْ عَلَيْنا...... وأنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليقِينا (٣)
والباقون جعلوه من نظر العين، أو بمعنى: انظرونا؛ لأنهم يسرع بهم إلى الجنة، [كالبرق] (٤) الخاطف، والمنافقون مشاة.
قال المفسرون: تغشى الناس يوم القيامة ظلمة شديدة، [فيعطى] (٥) المؤمنون
(٢)... معاني الفراء (٣/١٣٣).
(٣)... البيت لعمرو بن كلثوم. انظر: ديوانه (ص: ٧١)، ولسان العرب (مادة: نظر)، وتهذيب اللغة (١٤/٣٦٩)، وشرح القصائد السبع (ص: ٣٨٧)، والحجة للفارسي (٤/٣٠)، والطبري (٢٧/٢٢٤)، والقرطبي (٢/٦٠، ١٧/٢٤٥)، والدر المصون (١/٣٣٢)، والماوردي (٥/٤٧٤).
(٤)... في الأصل: كابرق. والتصويب من ب.
(٥)... في الأصل: فيطى. والتصويب من ب.
(١/٦٣٨)