﴿باطنه﴾ باطن السور أو الباب، وهو الشق الذي يلي الجنة ﴿فيه الرحمة وظاهره﴾ ما ظَهَرَ لأهل النار ﴿من قبله﴾ (١) من جهته ﴿العذاب﴾ الظلمة والنار.
﴿ينادونهم ألم نكن معكم﴾ أي: ينادي المنافقون المؤمنين: ألم نكن معكم على دينكم نصلي بصلاتكم ونغزو معكم، فيجيبهم المؤمنون: ﴿بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم﴾ مَحَنْتُمُوها بالنفاق وأهلكتموها، ﴿وتربصتم﴾ بالمؤمنين الدوائر، ﴿وارتبتم﴾ شككتم في دين الإسلام مع وضوح دلائل صحته، ﴿وغرّتكم الأماني﴾ الكاذبة والآمال [الخائبة] (٢)، ﴿حتى جاء أمر الله﴾ نزل بكم سلطان الموت.
وقال قتادة: هو إلقاؤهم في النار (٣).
﴿وغركم بالله الغرور﴾ وهو الشيطان.
﴿فاليوم لا يؤخذ منكم﴾ وقرأ ابن عامر: "تُؤْخَذ" بالتاء؛ لتأنيث الفدية (٤).
وقد سبق القول على مثل ذلك في مواضع.
والمعنى: لا يؤخذ منكم عِوَضٌ ولا بَدَل، والخطاب للمنافقين؛ بدليل قوله: ﴿ولا من الذين كفروا﴾.
﴿مأواكم النار هي مولاكم﴾ قال أبو عبيدة (٥) : أولى بكم.

(١)... في الأصل زيادة قوله: العذاب. وستأتي بعد.
(٢)... في الأصل: الخائنة. والتصويب من ب.
(٣)... ذكره الماوردي (٥/٤٧٦).
(٤)... الحجة للفارسي (٤/٣٢)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٠٠)، والكشف (٢/٣٠٩)، والنشر (٢/٣٨٤)، والإتحاف (ص: ٤١٠)، والسبعة (ص: ٦٢٦).
(٥)... مجاز القرآن (٢/٢٥٤).
(١/٦٤٠)


الصفحة التالية
Icon