﴿ولا يكونوا﴾ وقرأ رويس عن يعقوب: "ولا تكونوا" بالتاء (١)، على طريقة الالتفات، أو على مخاطبتهم بالنهي.
وقراءة الأكثرين عطفٌ على "أن تخشع".
﴿كالذين أوتوا الكتاب من قبل﴾ وهم اليهود والنصارى ﴿فطال عليهم الأمد﴾ قال ابن قتيبة (٢) : الأمَدُ: الغاية.
والمعنى: أنه بَعُدَ عهدهم بالأنبياء والصالحين.
﴿فقست قلوبهم﴾ قال ابن عباس: مالوا إلى الدنيا وأعرضوا عن مواعظ الله (٣).
﴿وكثير منهم فاسقون﴾ وهم الذين رفضوا ما في الكتابين ونبذوه وراء ظهورهم.
ويروى: أن أبا موسى رضي الله عنه طلب قرّاء أهل البصرة، فَدُخِلَ عليه بثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقُرّاؤها، فاتلوه، ولا يَطُولَنَّ عليكم الأمَدُ فتقسوا قلوبكم كما قَسَتْ قلوب من كان قبلكم (٤).
والمقصود من الآية التي بعدها: الاستدلال على صحة البعث وكونه.
وقال ابن عباس: المعنى: اعلموا أن الله يُليّن القلوب بعد قسوتها (٥)، فيجعلها

(١)... النشر (٢/٣٨٤)، والإتحاف (ص: ٤١٠).
(٢)... تفسير غريب القرآن (ص: ٤٥٣).
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٢٥٠).
(٤)... أخرجه مسلم (٢/٧٢٦ ح١٠٥٠)، وابن أبي شيبة (٧/١٤٢ ح٣٤٨٢٣). وذكره السيوطي في الدر (٨/٥٩) وعزاه لابن أبي شيبة.
(٥)... أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣/١٤٧) عن صالح المري. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٨/٥٧) وعزاه لابن المبارك.
(١/٦٤٣)


الصفحة التالية
Icon