قوله تعالى: ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض﴾ هذا أمر إباحة. وقد تقدمت نظائره.
قال ابن عباس: إن شئتَ فاخْرُج، وإن شئتَ فَصَلِّ إلى العصر، وإن شئت فاقعد (١).
﴿وابتغوا من فضل الله﴾ أي: اطلبوا الرزق بأنواع التجارة.
وكان عراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، وقال: اللهم! أجبتُ دعوتك، وصليتُ فريضتك، وانتشرتُ كما أمرتني، فارزقني من فضلك، وأنت خير الرازقين (٢).
وقيل: "ابتغوا من فضل الله" من عيادة مريض، وحضور جنازة، وزيارة أخ في الله. ويروى هذا المعنى عن النبي - ﷺ - (٣).
وقال الحسن وسعيد بن جبير في قوله: ﴿وابتغوا من فضل الله﴾ : اطلبوا العلم (٤).
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)
قوله تعالى: ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً﴾ السبب في
(٢)... أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/٣٣٥٦). وذكره الماوردي (٦/١٠).
(٣)... أخرجه الطبري (٢٨/١٠٣) من حديث أنس.
(٤)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٢٦٨).
(١/١٣٣)