كما قال أبو السنابل، قد حللت فتزوجي» (١). هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق عن الزهري. وأبو السنابل اسمه: حبة.
قوله تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً﴾ أي: يسهل عليه أمر الدنيا والآخرة.
﴿ذلك﴾ إشارة إلى ما شرع من الأحكام ﴿أمر الله أنزله إليكم﴾.
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (٦) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)
قوله تعالى: ﴿أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم﴾ "مِنْ" الأولى زائدة، أو للتبعيض، [ومُبَعَّضُها] (٢) محذوف، تقديره: أسكنوهن مكاناً من حيث سكنتم، أي: بعض مساكنكم.
والثانية عطف بيان لقوله: "من حيث سكنتم"، كأنه قيل: أسكنوهن مكاناً من مسكنكم مما تطيقونه.
قرأ يعقوب في رواية روح: "من وِجْدِكُم" بكسر الواو، وضَمَّها الباقون من

(١)... أخرجه البخاري (٤/١٤٦٦ ح٣٧٧٠)، ومسلم (٢/١١٢٢ ح١٤٨٤)، والشافعي في مسنده (ص: ٢٤٤).
(٢)... في الأصل: وبعضها. والتصويب من ب.
(١/١٦٨)


الصفحة التالية
Icon