وأصلية، في قول الفراء والزجاج (١).
وقول الضحاك أشبه لقوله: ﴿ما أنت بنعمة ربك بمجنون﴾.
فإن قلنا: الباء زائدة، فيكون التقدير: أيكم المجنون، سُمي بذلك؛ لأنه مُجِنَ بالجنون، أو لكونه من تخييل الجن، وهم الفُتَّان.
وإن قلنا: الباء أصلية، كان "المفتون" مصدراً، [كمَعْقُود] (٢) ومَعْقُول. قال الراعي:
حتى إذا لم يَتْرُكُوا لعِظَامِهِ...... لَحْماً ولا لفُؤادِه معْقُولا (٣)
أي: عقلاً، فيكون التقدير: بأيكم الفُتُون، أي: الجنون.
وقيل: الباء بمعنى "في"، تقديره: في أيكم، أي: في [أي] (٤) الفريقين المجنون، في [فريقك] (٥) أو في فريقهم. ومن يستحق هذا الاسم أنتم أم هم؟.
وتعضده قراءة أُبيّ بن كعب وأبي عمران الجوني وابن أبي عبلة: "في أيكم المفتون" (٦).

(١)... انظر: معاني الفراء (٣/١٧٣)، والزجاج (٥/٢٠٥).
(٢)... في الأصل: كالمعقود. والتصويب من ب.
(٣) البيت: للراعي. وهو في: الطبري (١٢/١٦٥)، والقرطبي (١٨/٢٢٩)، وزاد المسير (٤/١٩٢)، ومعاني الفراء (٢/٣٨).
(٤)... زيادة من ب.
(٥)... في الأصل: فريقكم. والمثبت من ب.
(٦)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٨/٣٣٠)، والدر المصون (٦/٣٥١).
(١/٢٢٠)


الصفحة التالية
Icon