يعني: أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وهوله، كما ينفطر الشيء بما يُفطر به.
قال الفراء (١) : السماء تذكّر وتؤنّث، وأنشد:
فلو رَفَعَ السماءُ إليهِ قَوْماً...... لَحِقْنا بالسماءِ معَ السحاب (٢)
وقال الزجاج وغيره (٣) : ذكّر على تأويل السماء بالسقف. وقيل: التقدير: السماء شيء مُنفطر به.
﴿كان وعده مفعولاً﴾ أي: وعد الله بالبعث مفعولاً، كائناً لا محالة.
وقيل: الضمير في "وعده" لليوم، فيكون من باب إضافة المصدر إلى المفعول.
﴿إن هذه﴾ الآيات الناطقة بهذا الوعيد الشديد ﴿تذكرة﴾ موعظة ﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً﴾ بالإيمان والطاعة.
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا
(٢)... انظر البيت في: اللسان (مادة: سما)، والطبري (٢٩/١٣٩)، والقرطبي (١٩/٥١)،
... والبحر (١/٢١٩، ٨/٣٥٧)، والدر المصون (١/١٣٦، ٦/٤٠٩)، وزاد المسير (٨/٣٩٤)، وروح المعاني (١/١٧١، ٢٩/١١٠).
(٣)... معاني الزجاج (٥/٢٤٣).
(١/٣٤١)