﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين﴾ قال المفسرون: هذا بعد الشفاعة.
قال ابن عباس: يريد: شفاعة الملائكة والنبيين، كما نفعت الموحدين (١).
وقال الحسن: لم تنفعهم شفاعة مَلَك ولا شهيد ولا مؤمن (٢).
قال ابن مسعود: يشفع نبيكم - ﷺ - رابع أربعة؛ جبريل، ثم إبراهيم، ثم موسى وعيسى، ثم نبيكم [صلى الله عليهم] (٣) أجمعين، لا يُشفّع أحدٌ في أكثر مما يُشفّع فيه نبيكم، ثم النبيون، ثم الصدّيقون، ثم الشهداء. ويبقى قوم في جهنم فيقال لهم: ﴿ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين﴾ قرأ إلى قوله: ﴿فما تنفعهم شفاعة الشافعين﴾. قال ابن مسعود: فهؤلاء الذين يبقون في جهنم (٤).
﴿فما لهم عن التذكرة﴾ (٥) أي: عن التذكير، يريد: الموعظة بالقرآن وغيره من المواعظ، ﴿معرضين﴾ نصب على الحال (٦)، كما تقول: ما لك قائماً.
﴿كأنهم﴾ لشدة نفرتهم عن التذكرة ﴿حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة﴾.
قرأ نافع وابن عامر: "مستنفَرة" بفتح الفاء، على معنى: أنها استدعيت للنفار من القَسْوَرة، فهي مفعول بها في المعنى.

(١)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٣٨٧).
(٢)... مثل السابق.
(٣)... في الأصل: - ﷺ -. والتصويب من ب.
(٤)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٣٨٧).
(٥)... في الأصل زيادة قوله: ﴿معرضين﴾، وستأتي بعد.
(٦)... انظر: التبيان (٢/٢٧٣)، والدر المصون (٦/٤٢٢).
(١/٣٧١)


الصفحة التالية
Icon