وقال ابن عباس: يريد: أبا جهل (١).
وقال مقاتل (٢) وغيره: نزلت في عدي بن ربيعة، وذلك أنه قال للنبي - ﷺ -: لو عاينت يوم القيامة لم أصدقك ولم أؤمن بك، أو يجمع الله العظام؟ فنزلت هذه الآية.
والاستفهام في معنى الإنكار.
والمعنى: ﴿أن لن نجمع عظامه﴾ بعد تفرُّقها وتمزُّقها.
﴿بلى﴾ أوجبت ما بعد النفي، وهو جمع العظام، أي: بلى نجمع عظامه ﴿قادرين﴾ حال من الضمير في "نجمع" (٣).
والمعنى: نجمع العظام قادرين على تأليفها وجمعها بعد أن صارت رميماً، ونسفتها الرياح.
﴿على أن نسوي بنانه﴾ يريد: أصابعه.
وخُصّ البنان بالذِّكْر؛ لموضع صغر عظامه؛ إشارة إلى أنَّ من قَدَرَ على جمع العظام الصغار كان على جمع العظام الكبار أقْدَر. وهذا معنى قول ابن قتيبة والزجاج (٤).
وقال جمهور المفسرين: المعنى: بلى نجمعها ونحن قادرون على أن نسوي أصابع يديه ورجليه، أي: نجعلها مستوية شيئاً واحداً؛ كخف البعير، وحافر
(٢)... تفسير مقاتل (٣/٤٢١).
(٣)... انظر: التبيان (٢/٢٧٤)، والدر المصون (٦/٤٢٦).
(٤)... تأويل مشكل القرآن (ص: ٣٤٦)، ومعاني الزجاج (٥/٢٥١).
(١/٣٨٠)