نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣٩) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)
قوله تعالى: ﴿كلا﴾ ردعٌ عن إيثار الدنيا على الآخرة ﴿إذا بلغت﴾ قال جماعة من المحققين (١) : يعني: النفس، وإن لم يَجْرِ لها ذكر؛ لأن الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها، كما قال حاتم:
أمَا وِيَّ ما يُغني الثراءُ عن الفَتَى... إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضَاقَ بها الصَّدْرُ (٢)
والتَّراقي: العظام المكتَنِفَة لثُغْرَة النحر، عن يمين وشمال، واحدها: تَرْقُوَة (٣).
قال بعض العلماء (٤) : ذكّرهم صعوبة الموت الذي هو أول مراحل الآخرة.
قوله تعالى: ﴿وقيل مَنْ راق﴾ كان حفص يُظهر النون مِنْ "مَنْ" ويقف عليها وقفة يسيرة (٥).
[قال أبو العالية ومقاتل] (٦) : تقول الملائكة: من يرقى بروحه ملائكة الرحمة،

(١)... هو قول الزمخشري في الكشاف (٤/٦٦٤).
(٢)... البيت لحاتم، انظر: اللسان (مادة: قرن)، والقرطبي (١٧/٢٣٠)، والطبري (١٣/٣٠)، وروح المعاني (٢٩/١٤٦).
(٣)... انظر: اللسان (مادة: ترق).
(٤)... هو قول الزمخشري في الكشاف (٤/٦٦٤).
(٥)... انظر: الحجة للفارسي (٤/٧٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٣٧)، والكشف (٢/٥٥-٥٦)، والإتحاف (ص: ٤٢٨)، والسبعة (ص: ٦٦١).
(٦)... لم أقف عليه في تفسير مقاتل. وما بين المعكوفين في الأصل: وقال أبو العالية مقاتل. والتصويب من (ب).
(١/٣٩٢)


الصفحة التالية
Icon