لـ"حين" (١).
والمعنى: لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً.
وقال قطرب والفراء (٢) وثعلب: قد كان شيئاً ولم يكن شيئاً مذكوراً.
أخبرنا الشيخ أبو عبدالله أحمد بن طلحة البغدادي، أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد، أخبرنا أبو طالب ابن يوسف، أخبرنا أبو علي ابن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبدالله بن الإمام أحمد قال: حدثني أبي، ثنا علي بن إسحاق، أخبرنا عبدالله، أخبرنا أبو عمر زياد بن أبي مسلم، عن أبي الخليل، أو زياد بن مخراق، سمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقرأ: ﴿هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً﴾ فقال عمر: ليتها تمّت (٣).
وقال عون بن عبدالله: قرأ رجلٌ عند ابن مسعود هذه الآية، فقال: ألا ليت ذلك لم يكن (٤).
قوله تعالى: ﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج﴾ قال الزمخشري (٥) : هو كبُرْمَةٍ أعْشَارٍ، وبُرْدٍ أكْيَاشٍ، وهي ألفاظ مفردة غير جموع، ولذلك وقعت صفات للأفراد. ويقال أيضاً: نطفة مشج. قال الشمَّاخ:

(١)... انظر: الدر المصون (٦/٤٣٧).
(٢)... معاني الفراء (٣/٢١٣).
(٣)... أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص: ٧٩).
(٤)... أخرجه ابن أبي شيبة (٧/١٠٧ ح٣٤٥٥٦). وذكر نحوه السيوطي في الدر (٨/٣٦٦) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٥)... الكشاف (٤/٦٦٦-٦٦٧).
(١/٣٩٩)


الصفحة التالية
Icon