لنبتليه؛ لأن الابتلاء يقع بعد تمام الخلق.
قوله تعالى: ﴿إنا هديناه السبيل﴾ قال عطاء: سبيل الهدى، أي: بيناه له، بنصب الأدلة وإرسال الرسل (١).
﴿إما شاكراً وإما كفوراً﴾ حالان من الهاء في "هديناه" (٢).
والمعنى: أوضحنا له السبيل، إما موحّداً في علمنا، وإما كفوراً.
قال الفراء (٣) : بَيَّنَّا له الطريق إن شكر أو كفر.
ولما ذكر الفريقين أتبعهما الوعيد والوعد فقال عزّ من قائل (٤) :
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (٤) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)
﴿إنا أعتدنا للكافرين سلاسل﴾ قرأ نافع والكسائي وأبو بكر وهشام:

(١)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨/٤٢٨) بلا نسبة.
(٢)... انظر: التبيان (٢/٢٧٥)، والدر المصون (٦/٤٣٨).
(٣)... معاني الفراء (٣/٢١٤).
(٤)... في ب: عز وجل.
(١/٤٠٢)


الصفحة التالية
Icon