﴿فالعاصفات عَصْفاً﴾ وهي الرياح الشديدة الهبوب.
﴿والناشرات نَشْراً﴾ قال ابن مسعود: هي الرياح التي تنشر السحاب (١).
وقال الحسن: هي الرياح التي ينشرها الله بين يدي رحمته. هذا قول جمهور المفسرين.
﴿فالفارقات فَرْقاً﴾ قال مجاهد: هي الرياح تُفَرِّقُ بين السحاب فتُبَدِّده (٢).
وقيل: المرسلات: الملائكة.
فيكون سبحانه قد أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بالمعروف من أمره سبحانه، فعصفن في مشيهنّ، كما تعصف الرياح مسارعة في امتثال أمره [بطوائف] (٣) منهم، نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهنّ بالوحي، أو (٤) نشرن الكتب [ففرقن] (٥) بين الحق والباطل، فألقين ذكراً إلى الأنبياء عليهم السلام.

(١)... أخرجه الطبري (٢٩/٢٣١)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٣٩٢). وذكره الماوردي في تفسيره (٦/١٧٦)، والسيوطي في الدر المنثور (٨/٣٨١) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٤٠٧).
(٣)... في الأصل: وبطوائف. والتصويب من ب.
(٤)... في الأصل زيادة قوله: عند.
(٥)... في الأصل: ففرن. والتصويب من ب.
(١/٤٢٨)


الصفحة التالية
Icon