ويؤيد القراءة بالتشديد قوله: ﴿من نطفة خلقه فقدره﴾ [عبس: ١٩].
قوله تعالى: ﴿ألم نجعل الأرض كفاتاً﴾ معنى الكَفت في اللغة: الضم والجمع، والكفات هاهنا: اسم لما يكفِت، مثل: الضمام والجماع: اسم لما يُضمّ ويجمع.
قال الزمخشري (١) :[وبه] (٢) انتصب ﴿أحياءً وأمواتاً﴾ كأنه قيل: كافتة أحياءً وأمواتاً. أو بفعل مضمر يدل عليه وهو: يكفت.
وقال الأخفش: انتصب على الحال.
والمعنى: تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتاً في بطنها. هذا قول قتادة وجمهور المفسرين (٣).
وقال مجاهد وأبو عبيدة: المعنى: ألم نجعل الأرض أحياء بالنبات والعمارة، وأمواتاً بالخراب والجفاف (٤).
﴿وجعلنا فيها رواسي شامخات﴾ جبالاً ثوابتَ عالياتٍ، وكلُّ عالٍ فهو شامخ.
﴿وأسقيناكم﴾ مفسرٌ في الحِجْر (٥).
﴿ماءً فُراتاً﴾ عذباً. وقد سبق أيضاً تفسيره.
قال مقاتل (٦) : وهذا كله أعجب من البعث.
(٢)... في الأصل: به. والتصويب من ب، والكشاف، الموضع السابق.
(٣)... أخرجه الطبري (٢٩/٢٣٧). وانظر: معاني الفراء (٣/٢٢٤)، والوسيط (٤/٤٠٨).
(٤)... ذكره الماوردي (٦/١٧٩)، وابن الجوزي في زاد المسير (٨/٤٤٩). ولم أقف عليه في مجاز القرآن لأبي عبيدة.
(٥)... عند الآية رقم: ٢٢.
(٦)... انظر: تفسير مقاتل (٣/٤٣٧).
(١/٤٣٤)