إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (١٩) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢) فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦)
قوله تعالى: ﴿هل أتاك حديث موسى﴾ أي: قد جاءك خبره.
﴿إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى﴾ قرأ ابن عامر وأهل الكوفة: "طُوىً" بالتنوين. وقرأ الباقون بغير تنوين (١).
وقد ذكرتُ وجه القراءتين مع ما لم أذكره هاهنا في طه (٢).
قرأ الحرميان: "تَزَّكَّى" بتشديد الزاي. وخففها الباقون (٣)، أصلها: تتزكى.
فمن شدّد أدغم التاء في الزاي، ومن خفف حذف التاء الثانية طلباً للخفة، [وهو] (٤) مثل: "تظاهرون" و"تساءلون".
والمعنى: هل لك أن تتطهر من الشرك. والعرب تقول: هل لك إلى كذا.
﴿وأهديك إلى ربك﴾ أرشدك إلى معرفته، ﴿فتخشى﴾ لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة. قال الله تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ [فاطر: ٢٨].
قوله تعالى: ﴿فأراه الآية الكبرى﴾ وهي قلب العصا حية، وهي أصل آياته،
(٢)... عند الآية رقم: ٩.
(٣)... الحجة للفارسي (٤/٩٦)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٤٩)، والكشف (٢/٣٦١)، والنشر (٢/٣٩٨)، والإتحاف (ص: ٤٣٢)، والسبعة (ص: ٦٧١).
(٤)... في الأصل: وهم. والتصويب من ب.
(١/٤٧٣)