وقيل: هي جميلة، امرأة أوس بن الصامت (١).
والصحيح: أنها خولة بنت ثعلبة.
قال ابن عباس وغيره: كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية: أنت عليّ كظهر أمي حرمت عليه، وكان أولَ من ظاهر في الإسلام أوسُ بن الصامت، ثم ندم وقال لامرأته: انطلقي إلى رسول الله - ﷺ - فسليه، فأتته - ﷺ - فسألته عن ذلك، وقالت: يا رسول الله! أوس بن الصامت أبو ولدي وابن عمي وأحب الناس إليّ، وقد ظاهر مني، وقد نسخ الله سُنَنَ الجاهلية، فقال: ما أراكِ إلا قد حرمتِ عليه، فقالت: يا رسول الله! ما ذكر طلاقاً، فقال: ما أراك إلا قد حرمت عليه، فهتفتْ وشَكَتْ إلى الله وبَكَتْ، وجعلت تُراجع رسول الله - ﷺ - وتقول: إن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، فبينا هي في ذلك إذ تَرَبَّدَ (٢) وجهُ رسول الله - ﷺ -، وأخذه ما كان يأخذه عند نزول الوحي عليه، فلما قضي الوحي قال: ادعي لي زوجك، فجاءا فتلا عليه: ﴿قد سمع الله...﴾ وبيّن له حكم الظهار (٣).
وقد ذكرنا فيما مضى اشتقاق الجدل.
وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة، في قول جمهور أهل النقل.
وروى خليد بن دعلج عن قتادة: أنها خولة بنت حكيم، امرأة عبادة بن
(٢)... تَرَبَّدَ: أي: تغيّر إلى الغَبرة، وقيل: الربدة: لون بين السواد والغبرة (انظر: النهاية، مادة: ربد).
(٣)... أخرجه الطبري (٢٨/٣)، والطبراني في الكبير (١١/٢٦٥ ح١١٦٨٩). وذكره السيوطي في الدر (٨/٧٦) وعزاه للطبراني.
(١/٥)