قال الحسن في هذه الآية: هو ورود الذنب حتى يعمى القلب (١).
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله - ﷺ - قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئة نَكَتَ في قلبه نُكْتَة (٢)، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقِلَ قلبه، وإن عاد زيد فيها، حتى تعلو قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ » (٣).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن الرجل ليذنب الذنب فيُنكت على قلبه نكتة سوداء، ثم يذنب الذنب فينكت أخرى، حتى يصير قلبه مثل لون الشاة الرَّبْداء» (٤).
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: القلب مثل الكف، فإذا أذنب العبد انقبض وقبض أصبعاً، ثم إذا أذنب انقبض وقبض أصبعاً أخرى، ثم إذا أذنب انقبض وقبض أصابعه، ثم يطبع الله على قلبه، [وكانوا] (٥) يرون أن ذلك هو الرَّيْن، ثم قرأ هذه الآية (٦).

(١)... أخرجه الطبري (٣٠/٩٨). وذكره الماوردي (٦/٢٢٩)، والسيوطي في الدر (٨/٤٤٧) وعزاه لعبد بن حميد.
(٢)... النكتة: أثرٌ قليل كالنَّقْطة شِبه الوسخ في المرآة والسيف ونحوهما (النهاية ٥/١١٣).
(٣)... لم أقف عليه في صحيح البخاري، وقد أخرجه الترمذي (٥/٤٣٤ ح٣٣٣٤).
(٤)... أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٥/٤٤٠ ح٧٢٠٤). والرَّبْداء: أي: لونها بين السواد والغبرة (النهاية ٢/١٨٣).
(٥)... في الأصل: وكا. والتصويب من ب.
(٦)... أخرجه البيهقي في الشعب (٥/٤٤١ ح٧٢٠٦)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٤٠٩). وذكره السيوطي في الدر (٨/٤٤٦) وعزاه للفريابي والبيهقي.
(١/٥٣٥)


الصفحة التالية
Icon