النبي - ﷺ -، وما كان عليه هو ومن يعاضده من المؤمنين، من صدّهم عن الشرك، ودعائهم إلى التوحيد.
﴿فاليوم﴾ يعني: في الآخرة ﴿الذين آمنوا من الكفار يضحكون﴾.
قال أبو صالح: يقال لأهل النار وهم [فيها] (١) : اخرجوا، وتفتح لهم أبوابها، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج، والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم، فذلك قوله: ﴿فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون﴾ (٢).
﴿على الأرائك ينظرون﴾ إلى عذاب عدوهم.
وقوله: "على الأرائك ينظرون" في محل الحال [من] (٣) "يضحكون" (٤).
وقد ذكرنا عند قوله في الصافات: ﴿فاطلع فرآه في سواء الجحيم﴾ [٥٥] كيفية اطلاع أهل الجنة على أهل النار.
قوله تعالى: ﴿هل ثُوِّب الكفار﴾ وقرأ حمزة والكسائي: "هل ثوب" بإدغام اللام في الثاء؛ لقرب مخرجهما (٥).
والمعنى: هل جُوزوا. يقال: ثوّبه وأثابه؛ إذا جازاه.
قال أوس:
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٤٥٠)، وابن الجوزي في زاد المسير (٩/٦١).
(٣)... في الأصل: في. والمثبت من ب.
(٤)... انظر: الدر المصون (٦/٤٩٤).
(٥)... الحجة للفارسي (٤/١٠٦)، والإتحاف (ص: ٤٣٥)، والسبعة (ص: ٦٧٦).
(١/٥٤٥)