يجري عليهم من الأحكام: هم أهل كتاب، وكانت الخمر قد أحلت لهم، فتناولها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله، فتناول أخته فوقع عليها، فلما ذهب عنه السُّكْر ندم وقال لها: ويحك ما هذا الذي أتيت؟ وما المخرجُ منه؟ قالت: تجمع أهل مملكتك فتُعلمهم أن الله قد أحلّ لهم ذلك، ففعل، فأبوا عليه، فخدَّ لهم أخدوداً في الأرض، وأوقدوا فيه النيران، وعرضهم عليها، فمن أبى قبول ذلك قذفه فيها، ومن أجاب خلى سبيله، فأنزل الله فيهم: ﴿قتل أصحاب الأخدود﴾ إلى قوله: ﴿ولهم عذاب الحريق﴾ (١).
وقال قتادة: هم [ناس] (٢) اقتتل مؤمنهم وكافرهم، فظهر المؤمنون، ثم تعاهدوا أن لا يَغْدُرَ بعضُهم ببعض، فغدر الكفار بهم، فأخذوهم، فقال لهم رجل من المؤمنين: أوقدوا ناراً واعرضونا عليها، فمن تابعكم على دينكم فذاك الذي تحبون، ومن لم يُتابعكم اقتحم النار، فاسترحتم منه، ففعلوا، فجعل المسلمون يقتحمونها (٣).
وقال الربيع بن أنس: اعتزل قومٌ من المؤمنين الناس في الفترة، فأرسل إليهم جبَّارٌ من عَبَدة الأوثان، فَعَرَضَ عليهم الدخول في دينه، فأبوا، فاتخذ لهم أخدوداً فألقاهم فيه (٤).
(٢)... زيادة من ب.
(٣)... أخرجه الطبري (٣٠/١٣٢). وذكره السيوطي في الدر (٨/٤٦٥) وعزاه لعبد بن حميد
... وابن المنذر.
(٤)... أخرجه الطبري (٣٠/١٣٤)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٤١٤).
(١/٥٧٠)