[يجرّونها] (١) » (٢).
﴿يومئذ يتذكّر الإنسان﴾ أي: يتّعظ.
وقيل: يتذكّر ما فرّط فيه.
﴿وأنّى له الذكرى﴾ لا بد فيه من إضمار، تقديره: وأنّى له منفعة الذكرى. ولولا هذا الإضمار لتنافى صدر الآية وعجزها.
﴿يقول يا ليتني قدمت لحياتي﴾ [أي: قدمت لحياتي] (٣) هذه، وهي حياة الآخرة.
﴿فيومئذ لا يُعذب عذابه أحد﴾ أي: لا يُعذّب مثل عذاب الله أحد من الخلق ولا يستطيع ذلك.
﴿ولا يوثق وثاقه أحد﴾ وقرأتُ على الشيخين أبي البقاء اللغوي وأبي عمرو عثمان بن مقبل الياسري للكسائي من جميع طرقه، ولعاصم من رواية المفضل عنه، وليعقوب الحضرمي: "يُعذَّبُ" و"يُوثَق" (٤) بفتح الذال [والثاء] (٥)، والضمير للإنسان، على معنى: لا يعذب أحد مثل عذابه، ولا يوثق أحد بالسلاسل والأغلال مثل وثاقه.
ويجوز أن يكون المعنى: لا يحمل عذاب الإنسان أحدٌ سواه، كما قال: {ولا

(١)... في الأصل: يجرنها. والتصويب من ب، وصحيح مسلم (٤/٢١٨٤)....
(٢)... أخرجه مسلم (٤/٢١٨٤ ح٢٨٤٢).
(٣)... زيادة من ب.
(٤)... الحجة للفارسي (٤/١٢٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٦٣)، والكشف (٢/٣٧٣)، والنشر (٢/٤٠٠)، والإتحاف (ص: ٤٣٩)، والسبعة (ص: ٦٨٥).
(٥)... في الأصل وب: والتاء.
(١/٦٢٤)


الصفحة التالية
Icon