ثم أكّد ذلك بقوله: ﴿ثم كلا سوف تعلمون﴾ قال الحسن: هو وعيد بعد وعيد (١).
والمعنى: سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم إذا نزل بكم سلطانُ الموت، وما بعده من القبر وأهوال القيامة، والمجازاة.
ثم كرر تنبيههم أيضاً فقال: ﴿كلا﴾. وجواب: ﴿لو تعلمون﴾ محذوف.
والمعنى: لو تعلمون ما بين أيديكم ﴿علم﴾ الأمر ﴿اليقين﴾ أي: كعلمكم ما تستيقنونه من الأمور، أو لو تعلمون الأمر علماً يقيناً لشغلكم عن التكاثر.
ثم [توعدهم] (٢) أيضاً فقال: ﴿لترون الجحيم﴾ وقرأ ابن عامر والكسائي: "لتُرَوُنَّ" بضم التاء (٣).
﴿ثم لَتَرَوُنَّها﴾ وقرأ يعقوب في رواية أبي حاتم: "لتُرَوُنَّها" بضم التاء (٤).
﴿عين اليقين﴾ أي: الرؤية التي هي نفس اليقين.
﴿ثم لتسألن يومئذ عن النعيم﴾ قال الحسن: هو خاص بالكفار (٥).
وقال قتادة: هو عام (٦).
وهو الصحيح، فالمؤمن يُسأل عن الشكر، والكافر يُسأل سؤال توبيخ، لم قابل
(٢)... في الأصل: توعد. والمثبت من ب.
(٣)... الحجة للفارسي (٤/١٣٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٧٧١)، والكشف (٢/٣٨٧)، والنشر (٢/٤٠٣)، والإتحاف (ص: ٤٤٣)، والسبعة (ص: ٦٩٥).
(٤)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٩/٢٢٠)، والدر المصون (٦/٥٦٥).
(٥)... ذكره الواحدي في الوسيط (٤/٥٤٩).
(٦)... مثل السابق.
(١/٧٢١)