ناس (١) من المشركين بمكة، يُخبر ببعض أمر رسول الله - ﷺ -، فقال: ما هذا يا حاطب؟ [فقال] (٢) : لا تعجل عليَّ، فإني كنت امرءاً مُلْصَقاً في قريش، ولم أكن من أنفُسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم، ولم يكن لي بمكة قرابة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً، والله ما فعلته شكاً في ديني، ولا أرضى بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله - ﷺ -: إنه قد صدق. فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله - ﷺ -: إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ونزلت: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء... الآية﴾ » (٣). أخرجه البخاري عن الحميدي. وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، كلهم عن سفيان.
وفي رواية أخرى: «أن رسول الله - ﷺ - قال: وما يدريك يا عمر، لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ففاضت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم» (٤).
[وفي] (٥) رواية أخرى: «أنهم همّوا بالرجوع، فقال علي عليه السلام: والله ما كُذبنا، وسلّ سيفه وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأُجَرِّدَنَّكِ، ولأضربنَّ عنقك،
(٢)... في الأصل: قال. والمثبت من ب.
(٣)... أخرجه البخاري (٤/١٨٥٥ ح٤٦٠٨)، ومسلم (٤/١٩٤١ ح٢٤٩٤)، والشافعي في مسنده (ص: ٣١٦).
(٤)... أخرجه البخاري (٥/٢٣٠٩ ح٥٩٠٤).
(٥)... في الأصل: في. والتصويب من ب.
(١/٨٠)