وقيل: العُجب فضلةٌ من الحمق صَرَفَتهَا إلى العُجب ((١))، وقيل لمن يروقه نفسه فلان مُعجبٌ بنفسه ((٢)).
وهو من أمراض القلوب المهلكة أعاذنا الله منها.
وأيضاً هو " نظر الإنسان إلى ما حباه الله به من كمال نظر استعظام وتفخيم وفرحة به باعتباره أثراً من آثاره ونتيجة من نتائج ما بذل من مجهود في تحصيله، ولا يخطر على باله أنه يزول عنه يوماً من الأيام " ((٣)).
وهذا ما يتضح من قول فرعون إلى قومه: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ ((٤))، فقد وهم فرعون بوحدانيته بملكه وقصوره وعبيده، فظن أن هذه النعم هي ملكه وحده، وهو أحق بها ن فقد أضاف إلى نفسه ملك مصر وأنهارها، وظن أنها لن تبيد، فأداه عُجبُه بنفسه ومُلكه أن أدعى الربوبية لنفسه.
ولكن شاءت إرادة الله تعالى وسنته في خلقه بهلاك المتكبرين من الأمم والأفراد أن ينزع عنهم النعمة التي لم يشكروها، قال تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيم * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرائيلَ﴾ ((٥)).
إن العاقل هو الذي إذا ما انعم الله عليه أن يبادر بشكرها، والمجنون هو من إذا ما حباه الله بنعمة تخيل إنها جاءته بجهده وعقله وذكائه، فالنعم كلها لا يمكن أن تكون إلا من بعد أن يهبها الله لمن شاء من عباده كما يقول عز وجل: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه﴾ ((٦)).
٣. التفرقة العنصرية:
ويتبين ذلك من خلال:
(٢) معجم مفردات ألفاظ القرآن: ص ٣٣٤.
(٣) أمراض القلوب: ص ٥٩٨.
(٤) سُوْرَة الزُّخْرُفِ: الآية ٥١.
(٥) سُوْرَة الشُّعَرَاءِ: الآيات ٥٧ –٥٩.
(٦) سُوْرَة النَّحْلِ: الآية ٥٢.