هي من الآيات الصورية التي تصور لنا امرأة كلها حياء وعفة وحشمة استدللنا عليه بقوله تعالى: ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾، فذكر الفعل المضارع
(تمشي) ليبني عليه قوله: ﴿عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾، وإلا فان فعل (جاءته) مغن عن ذكر (تمشي)، واستخدم (على) للاستعلاء المجازي مستعارة للتمكن من الوصف، والمعنى أنها مستحية في مشيها، أي: تمشي غير متبخترة ولا متثنية، ولا مظهرة زينة، ولكنها مبالغة في الحياء و (الاستحياء) مبالغة في الحياء ((١)).
" فان المتبع لقوله تعالى: ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ لا يجد له نظيراً في كافة التعبيرات الإنشائية البلاغية، وما ذلك إلا لأن استعارة المشي الحقيقي لمجازية الاستحياء مشعرة بالتصوير البياني الخاص بالصورة الفنية بكل أوجهها من حقائق السير إلى مجازات الحياء بأنواعه فالآية قمة من قمم الإعجاز التصويري القرآني "
((٢)).
٢. الكلام الجامع المانع:

(١) التحرير والتنوير: ٢٠/ ١٠٣
(٢) الإعجاز التمثيلي في آيات الوصف: ٤٢٤


الصفحة التالية
Icon