قال في سورة النمل: ﴿يَا مُوسَى﴾، وقال في القصص: ﴿أَنْ يَا مُوسَى﴾، فجيء بـ (أن) المفسرة، وذلك لأن المقام في سورة النمل مقام تعظيم لله سبحانه وتعالى وتكريم لموسى فشرفه بالنداء المباشر، في حين ليس المقام كذلك في القصص، فجاء بما يفسر الكلام، أي: ناديناه بنحو هذا، أو بما هذا معناه ((١)).
قال في سورة النمل: ﴿إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، وقال في القصص: ﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾، فجيء بضمير الشان الدال على التعظيم في آية النمل (إِنَّهُ أَنَا)، ولم يأت به في القصص، ثم جاء باسميه الكريمين (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) في سورة النمل زيادة في التعظيم.
قال في سورة النمل: ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ﴾، وقال في القصص: ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾، فجيء بـ (أن) المفسرة أو المصدرية، ويقال فيها مثل ما قيل في الفقرة العاشرة من النمل ﴿يَا مُوسَى﴾، وفي القصص ﴿أَنْ يَا مُوسَى﴾.
قال في سورة النمل: ﴿يَا مُوسَى لاَ تَخَفْ﴾. وقال في القصص: ﴿يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ﴾ بزيادة ﴿أَقْبِلْ﴾، وذلك أن مقام الإيجاز في سورة النمل يستدعي عدم الإطالة، ولأن شيوع جو الخوف في القصص يدل على إيغال موسى في الهرب، فدعاه إلى الإقبال وعدم الخوف ((٢)).
قال في سورة النمل: ﴿إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴾، وقال في القصص: ﴿إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ﴾، وذلك أن المقام في سورة القصص مقام الخوف، والخوف يحتاج إلى الأمن، فأمنه قائلاً: ﴿إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ﴾، وأما في سورة النمل فالمقام مقام تكريم وتشريف. فقال: ﴿إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴾ ((٣)).
(٢) المصدر نفسه: ص ٨٠.
(٣) لمسات بيانية: ص ٨٣.