الّلغا الّسقط وما لا ُيعتّد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع. اللّغو والّلغا والَلغوْي ما كان من الكلام غير معقود عليه. اللغو في الإيمان ما لا يعقد عليه القلب مثل قولك (لا والله). قال الشافعي: اللغو في لسان العرب الكلام غير المعقود عليه ((١)).
القضايا البلاغية
في قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾ عبر الَقُرْآن الكَرِيم عنهم باسم الإشارة لتنبيه على أنهم جديرون بما سيذكر بعد اسم الإشارة من الأوصاف.
﴿لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ أي أعمالنا مستحقة لنا كناية عن ملازمتهم إياها. وأما قوله: ﴿وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ فهو تتميم على حد ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ ((٢)).
﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ المقصود من السلام أنه سلام المباركة المكنى بها عن الموادعة أن لا نعود لمخاطبتكم. قال الحسن: كلمة (السلام عليكم) تحية بين المؤمنين، وعلامة الاحتمال من الجاهلين، ولعل الَقُرْآن غير مقالتهم بالتقديم والتأخير لتكون مشتملة على الخصوصية المناسبة للإعجاز، لأن تأخير الكلام الذي فيه المباركة إلى أخر الخطاب أولى ان يكون فيه براعة المقطع " ((٣)).
المقابلة في قوله تعالى: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ فإن الحسنة مقابلة للسيئة، وقد زادت بها الجملة جمالاً.

(١) لِسَان العَرَب: مَادة (لغو) ١٥/٢٥٠.
(٢) سُوْرَة الكَافِرُوْن: الآية ٦.
(٣) ينظر التحرير والتنوير: ٢٠ /١٤٦.


الصفحة التالية
Icon