المطلب الثاني: مصير الكفرة في العصر الحديث مقارنة بسُوْرَة الْقَصَصِ
من المعروف لدى كافة المفسرين أن النصوص القرآنية في تجددها ذات دلالات تشمل ما مضى وما سيأتي، وأن قواعدها الكلية بمعنى القواعد العامة تشمل كل الناس، وكل الأمم، وكل الأزمنة والأمكنة، وبذلك حللنا في المطالب الماضية علاقة فرعون بأميركا وإسرائيل، وسنحاول في هذا المطلب استعراض الصورة القرآنية لمصير الكفرة في العصر الحديث في سورة القصص من خلال تجدد دلالات الآيات فيها على ما نراه في الصفحات التالية وفق النقاط الآتية أدناه المستنبط بعضها من قوله تعالى فيها في المقارنة بين المؤمنين والكافرين: ﴿أَفَمن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاَقِيهِ كَمن مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ من الْمُحْضَرِينَ﴾ ((١))، وهذا هو عين وصف مصير الكافرين في الدنيا والآخرة، أما مصير الكافرين في سورة القصص فيتحدد في:
إن الكافر يعلو في الأرض: ﴿إِنَّ فِرْعَوْن علاَ في الأَرْضِ﴾ ((٢))
إن مصير المؤمنين وراثة الكافرين: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمن عَلَى الذين اسْتُضْعِفُوا في الأَرْضِ﴾ ((٣)).
إن الإمامة والوراثة الإيمانية تكون بعد الإمامة والوراثة الكفرية ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾ ((٤)).
إن التمكين الإيماني في مقابل الزلزلة الكفرية: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ في الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْن وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ ((٥)).
إن الهزيمة مصير الكافرين كلهم: ﴿مِنْهُمْ مَا كَانُوا يحذرون﴾ ((٦)).
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦.
(٦) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦.