سورة الحجر
سورة الحجر مكية بالإجماع.
وهي تسع وتسعون آية، وستمائة وأربعة وخمسون كلمة، وعدد حروفها : ألفان وتسعمائة حرف.
جزء : ١١ رقم الصفحة : ٤٢١
قوله تعالى :﴿الارَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ﴾ تقدَّم نظير ﴿تِلْكَ آيَاتُ﴾ أول الرعد، والإشارة بـ " تِلْكَ " إلى ما تظمنته السورة من الآيات، ولم يذكر الزمشخريُّ غيره.
وقيل : إشارة إلى الكتاب السالف، وتنكير القرآن للتفخيم، والمعنى : تلك آياتُ ذلك الكتاب الكالم في كونه كتاباً، وفي كونه قرآناً مفيداً للبيان.
والمراد بـ " الكِتَابِ " والـ " قُرآن المبينِ " : الكمتاب الذي وعد به محمد ـ صلوات الله وسلام عليه ـ، أي : مبين الحلال من الحرامِ، والحقَّ من الباطل.
فإن قيل : لِمَ ذكر الكتاب، ثم مقال :" وقُرْءَانٍ "، وكلاهما واحدٌ ؟.
قيل : كلُّ واحدٍ يفيد فائدة أخرى ؛ فإنَّ الكتاب ما يكتبُ، والقرآن ما يجمع بضعه إلى بعض.
وقيل : المراد بـ " الكِتَابِ " التَّوراةُ والإنجيلُ، فيكون اسم جنسٍ، وبالـ " قرآن " : هذا الكتاب.
٤٢٢
قوله :﴿رُّبَمَا يَوَدُّ﴾ في " رُبَّ " قولان : أحدهما : أنها حرف جرٍِّ، وزعم الكوفيُّون، وأبو الحسنِ، ابنُ الطَّراوة : أنها اسمٌ، ومعناها : التَّقليلُ على المشهور.
وقيل : تفيد التكثير في مواضع الاتفخار ؛ كقوله :[الطويل] ٣٢٥٣ـ فَيَا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ لَهوْتَُ ولَيْلةٍ
بآنِسَةٍ كأنَّها خَطُّ تِمْثَالِ
وقد أجيب عن ذلك : بأنها لتقليل النَّظير.
وفيها سبعة عشرة لغة وهي :" رُبَّ " بضمِّ الراءِ وفتحها كلاهما مع تشديتد الباء، وتخفيفها، فهذه أربع، ورويت بالأوجه الأربعة، مع تاء التأنيث المتحركة، و " رُب " بضم الراء وفتحها مع إسكان الباء، و " رُبُّ " بضم الراء والباء معاً مشددة ومخففة، و " رُبَّت ".
وأشهرها :" رُبَّ " بالضم والتشديد والتخفيف، وبالثانية قرأ عاصمٌ ونافعٌ وباتصالها بتاء التأنيث، قرأ طلحة بن مصروف، وزيد بن علي :" رُبَّتما "، ولها أحكام كثيرة : منها : لزوم تصديرها، ومنها تنكير مجرورها ؛ وقوله :[الخفيف] ٣٢٥٤ـ رُبَّما الجَاملِ المُؤبل فِيهمْ
وعَناجيجُ بَينهُنَّ المَهارِي
جزء : ١١ رقم الصفحة : ٤٢٢
ضرورة في رواية من جرَّ " الجَاملِ ".
ويجر ضمير لازم التفسير بعده، ويستغنى بتثنيتها وجمعها، وتأنيثها عن تثنية الضمير، وجمعه، وتأنيثه ؛ كقوله :[البسيط] ٣٢٥٥ـ......................
ورُبَّهُ عَطِباً أنْقَذْتَ مِنْ عَطَبِهْ
والمطابقة ؛ نحو : ربَّهُما رجُلَيْنِ، نادر، وقد يعطف على مجرورها ما أضيف إلى ضميره، نحو : رُبَّ رجُلٍ وأخيه، وهل يلزم وصف مجرورهنا ؛ ومضيُّ ما يتعلق به على
٤٢٣
ضميره، نحو : رُبَّ رجُلٍ وأخيه، وهل يلزم وصف مجرورها ؛ ومضيُّ ما يتعلق به على خلاف، والصحيح عندم ذلك ؛ فمن مجيئه غير موصوف قول هند :[مجزوء الكامل] ٣٢٥٦ـ يَا رُبَّ قائلةٍ غَدًا
يَا لَهْفَ أم مُعاوِيًَه
ومن مجيء المستقبل، قوله :[الوافر] ٣٢٥٧ـ فَإن أهْلِكَ فرُبَّ فتًى سَيَبْكِي
عَليَّ مُهذَّبٍ رَخْصِ البَنانِ
وقول هند :[مجزوء الكامل] ٣٢٥٨ـ يَا رُبَّ قَائلةٍ غَداً
..........................


الصفحة التالية
Icon