فالكسر والضم على أنها صفة بمعنى مكان عدلٍ إلاَّ أنَّ الصفة على فُعَل كثيرة نحو لُبَد وحُطَم (وقليلة على فِعَل.
ولم ينوِّن الحسن " سُوَى " أجرى الوصل مجرى الوقف ولا جائز أن يكون منع صرفه للعدل وعلى فُعَل كعُمَر، لأن ذلك في الأعلام، وأما فُعَل في الصفات فمصروفة نحو حُطَم، ولُبد).
وقرأ عيسى بن عمر " سِوَى " بالكسر من غير تنوين وهي كقراءة الحسن في التأويل.
(وسوى معناه : عدلاً ونصفة.
قال الفارسي : كأنه قال قربهُ منكُم قِرْبَةً منَّا.
قال الأخفش) :" سوى " مقصور إن كسرت سينه أو ضممت، وممدود إن فتحتها، ثلاث لغات، ويكون فيها جميعاً بمعنى غَيْر، وبمعنى عدل ووسط بين الفريقين، قال الشاعر : ٣٦٦٣ - وَإنَّ أبَانَا كَانَ حَلَّ بِبَلْدَةٍ
سِوًى بَيْنَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلاَنَ والفِزَرْ
جزء : ١٣ رقم الصفحة : ٢٨٠
٢٨٦
قال : وتقول : مررتُ برجل سِواك وسُواك وسَوائِك أي غيرك، ويكون للجميع وأعلى هذه اللغات الكسر.
قاله النحاس.
وزعم بعض أهل اللغة والتفسير أنَّ معنى :" مَكَاناً سوًى " مستوٍ من الأرض ولا وعر فيه ولا جبل.

فصل قال مقاتل وقتادة : مكاناً وعدلاً بيننا وبينك.


وعن ابن عباس نصفاً أي : يستوى مسافة الفريقين إليه.
وقال مجاهد : منصفاً بيننا.
قال الكلبي : مكاناً سوى هذا المكان الذي نحن فيه.
وقال ابن زيد : مستوٍ لا يحجب العين ما فيه من الارتفاع والانخفاض حتى يشاهد كل الحاضرين كل ما يجري.
وقيل :" سِوَى " أي يستوي حالنا في الرضا به.
قوله :﴿مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ﴾ العامة على رفع " يَوْمُ الزِّينَةِ " خبراً لـ " مَوْعِدِكُمْ "، فإن جعلت " مَوْعِدُكُم " زماناً لم يحتج إلى حذف مضاف، إذى التقدير : زمانُ الوعدِ يَوْمَ الزينة.
(وإنْ جعلتَه مصدراً احتجت إلى حذف مضاف تقديره : وَعْدُكُمْ وَعْدَ يومِ الزينة).
وقرأ الحسن والعمش وعيسى وعاصم في بعض طرقه وأبو حيوة وابن أبي عبلة وقتادة والجحدري (وهبيرة) " يَوْمَ " بالنصب، وفيه أوجه : أحدها : أن يكون خبراً لمَوْعِدُكم أن المراد بالموعد المصدر، أي
٢٨٧
وَعْدُكُم كائنٌ في يوم الزِّينَةِ كقولك : القتال يوم كذا والسفر غداً.
الثاني : أن يكون " مَوْعِدُكم " مبتدأ، والمراد به الزمان، و " ضُحى " خبره على نية التعريف فيه، لأنه ضحى ذلك اليوم بعينه.
قاله الزمخشري ولم يبين ما الناصب لـ " يَوْمَ الزِّيِنَةِ " ولا يجوز أن يكون منصوباً بـ " مَوْعِدُكم " على هذا التقدير، لأن مَفْعِلاً مراداً به الزمان أو المكان لا يعمل وإن كان مشتقاً، فيكون الناصب له فعلاً مقدراً.
وواخذه أبو حسان في قوله : على نية التعريف.
قال : لأنه وإن كان ضُحَى ذلك اليوم بعينه فليس على نية التعريف بل هو نكرة، وإن كان من يوم بعينه، لأنه ليس معدولاً عن الألف واللام كسَحَر، ولا هو معف بالإضافة، ولو قلت : جئت يوم الجمعة بَكراً، لم ندع أن بكراً كعرفة وإن كنت تعلم أنه من يوم بعينه.
الثالث : أن يكون " مَوْعِدُكُم " مبتدأ، والمراد به المصدر، و " يَوْمَ الزِّينَةِ " (ظرف له، و " ضُحَى " منصوب على الظرف خبراً للموعد كما أخبر عنه في الوجه الأول بـ " يَوْمَ الزِّينَةِ " ) نحو : القتال يوم كذا.
قوله :" وَأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ " في محله وجهان : أحدهما : البحر نسقاً (على الزينة أي : مَوْعِدُكُم يومَ الزّينةِ ويوم أن يُحْشَرَ ويومَ حَشْر النَّاس).
والثاني : الرفع نسقاً على " يوم ".
التقدير : موعدكم يوم كذا وموعدكم أن يُحْشَرَ الناس أي حشرهم.
وقرأ ابن مسعود والجحدري وأو نهيك وعمرو بن فائد " وَأنْ تَحْشر الناس " بتاء
٢٨٨


الصفحة التالية
Icon