وجعل الفارسيُّ الهمز ضعيفاً وليس كما قال لما تقدم من الأدلة.
وقرأ زيد بن عليّ (أيضاً) " بالسَّاقِ " مُفْرَداً اكتفاءً بالواحد لعدم اللَّبْسِ كقوله : ٤٢٧١ -................
وَأَمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ
جزء : ١٦ رقم الصفحة : ٤١٢
وقوله : ٤٢٧٢ -..................
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكم تَعفُّوا
وقوله : ٤٢٧٣ -...................
فِي حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وَقَدْ شَجِينَا
قال الزمخشري : فإن قلت : بِمَ اتَّصل قوله " ردوها علي " ؟ قلت : بمحذوف تقديره قال ردوها فأضمر وأضمر ما هو جواب له كأنّ قائلاً قال : فماذا قال سليمان ؟ لنه موضع متقض للسؤال اقتضاءاً ظاهراً.
قال أبو حيان : وهذا لا يحتاج إليه لأن هذه الجملة مندرجة تحت حكاية القول وهو :" فَقَال : إنِّي أَحْبَبْتُ ".
٤١٧
فصل قال المفسرون : إنه - عليه (الصلاة و ) السلام - لما فاتته صلاة العصر لاشتغاله بالنظر إلى تلك الخيل استردها وعقر سوقها وأعناقها تقرباً إلَى الله تعالى، وبقي منها مائة، فالخيل التي في أيدي الناس اليوم، من نسل تلك المائة، قال الحسن : فلما عقر الخيل، أبدله الله - عزّ وجلّ - خيرايً منها وأوسع وهي الريح تجري بأمره كيفْ شاء.
قال ابن الخطيب : وهذا عندي بعيد لوجوه : الأول : أنه لو كان مسح السوق والأعناق قطعا لكان معنى فامسحوا برؤوسكم أي اقطعوها وهذا لا يقوله عاقل، بل لو قيل : مسح رأسه بالسيف فربما فهم منه ضرب العُنُق، أما إذا لم يُذْكَر لفظ السيف لم يفهم منه البتة من المسح العقر والذبح.
الثاني : أن القائلين بهذا القول جمعوا على سليمان - عليه
٤١٨


الصفحة التالية
Icon